المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2020

ارض الحياد

لطالما رددت عبارة لدان براون " اسوء الاماكن في الجحيم تلك للذين يحافظون على حيادهم في الازمات الاخلاقية " مع كل ازمة تمر بي ، و رددتها اكثر في منتصف الثورة السودانية ، حتى اوقظ نفسي عندما تنام عن حق لابد من الحديث عنه - ولكن ليس هذا ما اريد الحديث عنه الآن - ازمتي الاخلاقية التي اقصدها هنا هي بيني وبين نفسي ، تكاد تخنقني و تسحب الأكسجين من رئتي وتوقف قلبي عن الخفقان ، ازمتي الان اني اقف في منطقة الحياد بين عقلي وقلبي - اقف على قصبتي الهوائية اني احبس الهواء ان يدخل رئتاي ، وان يرتوي دمي بالاكسجين ، اني امنع عن خلايا جسدي الحياة ، اعذبها بمحاولتها للنجاة .. منطقة الحياد هذه تذيقني الماً يجعل من روحي ذرات من الغبار تسوقها الرياح لأراض جدباء ، لا طعام فيها ولا ماء . واحيانا قليلا تصير روحي فراشة رشيقة ترفرف اجنحتها من زهرة لأخرى ، تدور بسعادة بين اوراق الشجر ، لكن لا تعيش طويلا . لأرض الحياد طاقة تجبرني على المكوث فيها ،  تجعل قلبي يعيش الما حلواً ، عذابًا بنكهة الفراولة طعمها لاذع لكنها لذيذة ، وتجعل من عقلي مهوسا  ، مخبولا ، تجعله كئيبا وسعيدا ، حكيما ومعتوه .. هل يا ترى ...