سأكتب

 هل قرأت من قبل رسائل جودي او بالأصح ( جيروشا آبوت) لأبيها طويل الساقين ! . بدأت قرائتها قبل اسبوع ولم اتخطى الصفحة المئة حتى الآن . 

هي فتاة مرحة جدا ، لا تشبهني في هذا ، حيوية ، و رسائلها لأبيها طويل الساقين تضحكني ، احببت جودي ، احسست بجزء منها فيّ ، فهي تحب الثرثرة على الورق او لنقل تحب الكتابة ، تنوي ان تصبح كاتبة جيدة في المستقبل - لست كذلك انما اكتب لأني احب أن اكتب - ستصبح هي ، أرى ذلك . 
لا ادري لما احشر نفسي هنا ، بين جودي ووالدها طويل الساقين - هو ليس والدها فعليا انما وصيّ عليها ارادها ان تكتب له رسائل تخبره فيها بأيامها الجامعية مقابل ان تبقى هناك لتدرس - .
اه نعم ، لما احشر نفسي في اي مكان ، طوال الوقت انا انا انا ، هذا ليس بعيب ، اليس كذلك ؟! احب نفسي ، احب الحديث عني لي. ما العيب !. 
آه .
اجل ! ما جعلني اكتب الآن وفي هذه اللحظات ان جودي هي انا بشكل اخر ،- لست يتيمة ، املك بيتا وعائلة ، انهيت دراستي الجامعية واشكر الله على كل هذه النعم - لكن جودي انا ؛ عندما تُعبر عن نفسها في رسائلها ، حماسها لكل جديد تصادفه ، وقوعها في حب مجهول ، رغبتها بالتعلم ، اخفائها لجزء منها عن الآخرين ، تقلب مزاجها ، سريانها مع تيار رغباتها ، احلامها ، تقول ولا تفكر ، تندم لاحقا ، تعتذر ، ثم تعود كما هي .
مجددا لما احشر نفسي في رواية احدهم ! 
لطالما اردت ان اكتب لشخص ما ، أن احكي بما لا تنطق به شفتاي ، لأني دائما ما افشل في التعبير عني ، تهرب الكلمات مني في الحاضر والآن ، وتنفجر ليلا ، في منتصفه بالتحديد ، وتطرد النوم من عينيّ ، تبا لها . 
دائما ما انبهرت بحديث أمي عن ماضيها وكيف كانت تَكتب و يُكتب لها رسائل تأتي من البعيد و القريب ، ولحظات وصول رسالة (جواب) من عزيز قد طال غيابه ، وملأ الشوق قلوب احبائه  ، لا اقول احسد من عاش ذاك الزمان وانما ياليت زمانهم امتد الينا . 

لحظة !
انا لدي هذه المدونة لي وحدي ، اكتب فيها الآن رسائل ، الى المجهول ، الى اللاأحد ، الى من يمر يوما ما ليقرأ هذه الكلمات . اني اكتب الآن ، وهذا جيد حقا .
ربما سيفي هذا بالغرض . 
سأظل اكتب ربما لقوقل فقط - وهذا يجعلني انفجر ضاحكة - يالليأس .
وربما ايضا ، لا احتاج لأحد كي يقرأ ، انما احتاج لأن اكتب ...


تعليقات