اين ذهبت دميتي
لازلت طفلة متعلقة بدميتها الصغيرة ،
حان وقت تركها ترقد بسلام لكي امضي الى مدرستي ،
يجب ان تظل نائمة في سريري حتى أعود مساءا كي اعانقها ،
لا يجب ان احملها معي اينما ذهبت ، لا يجب ان يراها اي احد ،
اضعها كي ترقد بسلام ، امضي خطوات ، التفت اليها مودعة ، لكن ،، لكن لا استطيع ، تأبى يديّ تركها معلقة بين ما يجب وما أحب .
احبها .
كيف للإنسان ان يتعلق بشيء بقدر كبير ! لما يغوص القلب في التفاصيل ! ولما نشتاق !
تطرأ عليّ فكرة ، ان الانسان لا يستطيع ان يمضي حياته دون رمز يشكل قيمه او افكاره او احلامه ، لابد ان يجسدها امامه بشكل من الاشكال . حتى ان قديما من اجدادنا من اتخذو الحجارة الها لهم !
وأنا اتخذت شكلا من اشكال الكون حتى يذكرني بك ، هل اقول يذكرني ! لكني لا انسى !
بل اتخذه عقلي سببا كي اراك خلاله ، و اتخذه قلبي دليلا لوجودك فيه ، اتخذته روحي كي ترسل إليك دعوات اجتمع فيها كل من عقلي وقلبي .
لما طفلتي تتعلق بلعبتها! ، هل هي الذكريات ! ام ان اعتادت ملمسها بين يديها ، ام ان القدر ارسلها لها عندما كانت بأمس الحوجة لها ! هل اعجبها شكلها ! لونها ! ، هل لأنها رأت صديقاتها يمتلكن دمىً وهي لا ! ما السبب !
حاولت انتزاعها منها ذات يوم ، لم تذق الطعام ، وصارت الزهور بقع من الالوان الداكنة بلوحة امسك ريشتها قرد دارون ، كادت ان تنسى نفسها ! سألتني لما العيش ، لما الحياة !
جربت سرقتها ، اخذها بغتةً ، اشغالها بشيء يريها عالما جديدا ، لكن ما تلبث ان تلتفت يمنةً ويسرى ، من بين يديها وخلفها ، فوقها وتحتها ، تتحسس وجودها . لا جدوى!
ستحترق ذات يوم .
تعليقات
إرسال تعليق